إذا تبيَّن – في المقالة السابقة - أنَّ الله تعالى خلق الخلق لعبادته، فهي الغاية العليا والمقصد الأسمى من وجود الإنسان على هذه البسيطة، وللأمر بها والنَّهي عمَّا يضادها وينافيها: أرسل الله رسله، وأنزل كتبه، ووضع شريعته، وأنَّ مصير الإنسان في الحياة الآخرة الأبدية يكون حسب موقفه من هذا الحقِّ الخالص لله ربِّ العالمين، إذا تبيَّن هذا: فإنَّ من المجمع عليه عند جميع المسلمين من أهل الملَّة والقِبْلة - على اختلاف فرقهم ومذاهبهم - أنَّ «العبادة» هي الصلاة والصيام والزكاة والحجُّ والذِّكر والدعاء، وكلُّ عملٍ صالحٍ يُراد به وجه الله تعالى، ويُبتغَى به مرضاته. فهذه هي «العبادة» في عُرف جميع المسلمين وفهمهم، وإنما يقع الخلافُ بينهم في أحكامها التفصيلية المتعلقة بأعيانها من جهة ثبوتها وضوابطها وشروطها وأركانها وصفاتها، ونحو ذلك من الأمور، فمن اتَّبع الكتاب والسنة ومنهاج السلف الصالح في جميع عباداته: اهتدى ورشد، ومن خالف ذلك بشرك أو غلو أو بدعة أو هوى فقد ضلَّ وغوَى، والمعصوم من عصمه الله تعالى وسدَّده ووفَّقه.
والمقصود: أنَّ المسلمين - منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم وحتَّى العصر الحاضر - لم يفهموا «العبادة» - التي هي وظيفتهم في هذه الحياة، والغاية من خلقهم - إلا أنَّها هذه العبادات التي شرعها الله تعالى لعباده وأمرهم بإقامتها ووعدهم بالثواب الحسن عليها. فهذا القدر هو الأصل الكليُّ لأهل السنَّة والجماعة، ووافقهم عليه جميعُ الفرق الإسلامية كالخوارج والمرجئة والمعتزلة والأشاعرة والماتريدية والصوفية، ولم يخالفْ هؤلاء ويشذَّ عنهم إلا الباطنيةُ الزنادقةُ من غلاة الفلاسفة وغلاة الصوفية وأشباههم، وهؤلاء ليسوا من أهل القبلة والملَّة الإسلامية.
فمن أراد معرفة حقيقة العبادة وماهيَّتها فليرجع إلى مصنَّفات جميع الفرق والمذاهب الإسلامية في مختلف العلوم الشرعية، مثل الاعتقاد، والتفسير، وشروح السنة، والفقه وأصوله، والسلوك والتزكية، بل حتَّى علوم اللغة والأدب والتاريخ وغيرها([1])، ولَيَجدنَّ تصورهم عن ماهيَّة العبادة وحقيقتها واحدًا؛ وإن تنوعت عباراتهم، واختلفت مناهجهم وانحرفوا في قليل أو كثيرٍ من مسائل الاعتقاد والعمل، ولَيُلاحِظَنَّ أنَّ تعريفاتهم لمفهوم «العبادة» لا تخرج عن اثنين: إمَّا أن يعرِّفوها بحسب ماهيَّتها، وإما أن يعرِّفوها بالمثال، فيذكروا أنواعها وأفرادها.
كلام العلماء في تعريف العبادة:
حرَّر ابن فارس (ت: 395) معاني مادَّة «عبد» في اللسان العربي، فقال: «العينُ والباءُ والدَّال: أصلان صحيحان، كأنهما متضادان، الأول من ذينك الأصلين: يدل على لينٍ وذُلٍّ، والآخر: على شدَّةٍ وغِلَظٍ.
فالأولُ: العَبْد، وهو المملوك، والجماعة العبيد، وثلاثةُ أعبُدٍ، وهم العِبَاد. قال الخليل [بن أحمد الفراهيدي (ت: 170)]: إلا أنَّ العامة اجتمعوا على تفرقة ما بين عباد الله والعبيد المملوكين، يقال: هذا عبْدٌ بيِّنُ العُبُودة، ولم نسمعهم يشتقُّون منه فعلًا، ولو اشتُقَّ لقيل: عبُدَ، أي صار عبدًا، وأقرَّ بالعبودة، ولكنَّه أُميتَ الفعلُ فلم يُستعمل. قال: وأمَّا عبد يعبُد عبادةً؛ فلا يقال إلا لمن يعبدُ الله تعالى. يقال منه: عبَدَ يعبُد عبادةً، وتعبَّدَ يتعبَّد تعبدًا. فالمتعبَّد: المتفرَّد بالعبادة([2]). واستعبدتُ فلانًا: اتَّخذته عبدًا. وأما «عَبْدٌ» في معنى خَدَم مولاه؛ فلا يقال: عبَدَه، ولا يقال: يعبُد مولاه. وتعبَّد فلان فلانًا، إذا صيَّره كالعبد له وإن كان حرًّا... والمعبَّد: الذَّلول، يوصف به البعير أيضًا. ومن الباب: الطريق المعبَّد، وهو المسلوك المذلَّلُ.
والأصل الآخر: العبَدَة، وهي القوة والصلابة؛ يقال: هذا ثوب له عبدة، إذا كان صفيقًا قويًّا» ([3]).
قلتُ: مدار البحث في معنى العبادة على الأصل اللغوي الأول، وهو الدالُّ على: «لينٍ وذلٍّ»، أما الأصل الآخر فنادر الاستعمال، وقد جعل له بعض العلماء مدخلًا في تعريف العبادة، كما سيأتي في كلام الزمخشريِّ.
فلنذكر الآن نماذج من كلام العلماء في تعريف العبادة:
1- شيخ المفسِّرين أبو جعفر ابن جرير الطبريِّ (ت: 310)، قال في تفسير: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: «وإنَّما اخترنا البيان عن تأويله بأنه بمعنى نَخشع ونذلُّ ونستكينُ، دون البيان عنه بأنه بمعنى نرجو ونَخاف، وإن كان الرَّجاء والخوف لا يكونان إلا مع ذلَّةٍ، لأنَّ العبودية عند جميع العرب أصلُها الذلَّة، وأنَّها تُسمِّي الطريقَ المذلَّلَ الذي قد وَطِئته الأقدام، وذلَّلته السابلة: معبَّدًا. ومن ذلك قولُ طَرَفَة بن العَبْد:
تُبَارِي عِتَاقًا نَاجياتٍ وأَتْبَعت وَظِيفًا وظيفًا فوق مَوْرٍ مُعَبَّدِ
يعني بالموْر: الطريق. وبالمعبَّد: المذلَّل الموطوء. ومن ذلك قيل للبعير المذلَّل بالركوب في الحوائج: معبَّد. ومنه سُمِّي العبْدُ عبدًا لذِلَّته لمولاه. والشواهد على ذلك من أشعار العرب وكلامها أكثرُ من أن تُحصى»([4]).
2- أبو إسحاق الزجَّاج (ت: 311)، قال: «معنى العبادة في اللغة: الطاعة مع الخضوع، يقال: هذا طريقٌ معبَّدٌ إذا كان مذللًا بكثرة الوطء، وبعير معبَّد، إذا كان مطليًّا بالقطران. فمعنى: {إياك نعبد}: إياك نطيع الطاعة التي نخضع معها»([5]).
3- أبو بكر ابن الأنباريِّ (ت: 328)، قال: «فلان عابدٌ، وهو الخاضعُ لربِّه، المستسلمُ لقضائه، المنقادُ لأمره»([6]).
4- ابن سِيده الأندلسيُّ (ت: 458)، قال: «أصل العبادة في اللغة: التذليل، من قولهم: طريقٌ معبَّد: أي مذلَّلٌ بكثرة الوطء عليه، قال طَرَفَةُ:
تُبارِي عِتَاقًا ناجِيَاتٍ وأتْبَعَتْ وَظِيفًا وَظِيفًا فوقَ مَوْرٍ معبَّدِ
المَوْر: الطريق، ومنه أُخذ: العبد، لذلَّته لمولاه، والعبادة والخضوع والتذلل والاستكانة قرائب في المعاني، يقال: تعبَّد فلان لفلان: إذا تذلَّل له. وكلُّ خضوع ليس فوقه خضوع فهو عبادةٌ، طاعةً كان للمعبود أو غير طاعةٍ. وكل طاعة لله على جهة الخضوع والتذلل فهي عبادة، والعبادة نوع من الخضوع لا يستحقه إلا المنعمُ بأعلى أجناس النعم، كالحياة والفهم والسمع والبصر والشكر، والعبادة لا تستحق إلا بالنعمة، لأن العبادة تنفرد بأعلى أجناس النعم، لأن أقل القليل من العبادة يكبر عن أن يستحقه إلا من كان له أعلى جنس من النعمة إلا الله سبحانه، فلذلك لا يستحق العبادة إلا الله»([7]).
5- أبو المظفر السمعانيِّ (ت: 489) قال: «والعبادة: هي الطاعة مع التذلل والخضوع، يقال: طريق معبد: أي مذلل، ومعناه: نعبدك خاضعين»([8]).
6- الراغب الأصبهانيُّ (ت: 502)، قال: «العبودية: إظهار التذلُّل، والعبادةُ: أبلغ منها، لأنها غاية التذلُّل، ولا يستحقُّها إلا من له غاية الإفضال، وهو الله تعالى، ولهذا قال: {أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء: 23]. والعبادة ضربان:
عبادة بالتسخير، وعلى ذلك قوله: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} [الرعد: 15].
وعبادة بالاختيار، وهي لذوي النطق، وهي المأمور بها في نحو قوله: {اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} [البقرة: 21]، {وَاعْبُدُوا اللَّهَ} [النساء: 36].
والعبد يقال على أربعة أضرب:
الأول: عبد بحكم الشرع، وهو الإنسان الذي يصح بيعه وابتياعه، نحو: {الْعَبْدُ بِالْعَبْدِ} [البقرة: 178]، {عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ} [النحل: 75].
الثاني: عبد بالإيجاد، وذلك ليس إلا لله، وإياه قصد بقوله: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا} [مريم: 93].
والثالث: عبد بالعبادة والخدمة، والناس في هذا ضربان:
عبد لله مخلص، وهو المقصود بقوله: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ} [ص: 41]، {إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} [الإسراء: 3]، {نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ} [الفرقان: 1]، {عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ} [الكهف: 1]، {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} [الحجر: 42]، {كُونُوا عِبَادًا لِي} [آل عمران: 79]، {إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [الحجر: 40]، {وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ} [مريم: 61]، {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان: 63]، {فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا} [الدخان: 23]، {فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا} [الكهف: 65].
وعبد للدنيا وأعراضها، وهو المعتكف على خدمتها ومراعاتها، وإياه قصد النبيُّ عليه الصلاة والسلام بقوله: «تعِسَ عبدُ الدِّرهم، تعِسَ عبدُ الدِّينار»([9]).
وعلى هذا النحو يصحُّ أن يقال: ليس كل إنسان عبدًا لله، فإن العبد على هذا بمعنى العابد، لكن العبد أبلغ من العابد، والناس كلهم عباد الله بل الأشياء كلها كذلك، لكن بعضها بالتسخير، وبعضها بالاختيار. وجمع العبد الذي هو مسترَقٌّ: عبيد، وقيل: عِبِدَّى. وجمع العبد الذي هو العابد: عباد، فالعبيد إذا أضيف إلى الله أعم من العباد. ولهذا قال: {وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [ق: 29]، فنبه أنه لا يظلم من يختص بعبادته، ومن انتسب إلى غيره من الذين تسموا بعبد الشمس، وعبد اللات، ونحو ذلك. ويقال: طريق معبَّد، أي: مذلل بالوطء، وبعير معبد: مذلل بالقطران، وعبَّدتَ فلانًا: إذا ذلَّلته، وإذا اتخذته عبدًا؛ قال تعالى: {أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} [الشعراء: 22]»([10]).
7- الزمخشريِّ المعتزليِّ (ت: 538)، قال: «والعبادة: أقصى غاية الخضوع والتذلل. ومنه ثوب ذو عبَدَة إذا كان في غاية الصفاقة وقوّة النسج، ولذلك لم تستعمل إلا في الخضوع لله تعالى، لأنه مولى أعظم النعم فكان حقيقًا بأقصى غاية الخضوع»([11]).
ووجه ذكر الزمخشريِّ للمعنى الثاني الدال على القوة والصلابة أنه: «لمَّا كانت العبادةُ عبارةً عن أقصى غاية الخضوع؛ كانت مشتملةً على معنى القوة، إما قوَّة العابد حتى وصل بها إلى تلك الغاية، أو قوة في العبادة حيث وصلتْ إلى تلك الغاية في الخضوع والذلَّة»([12]).
وقال الزمخشري في موضع آخر: «إن العبادة هي غاية التعظيم، فلا تحقُّ إلا لمن له غاية الإنعام: وهو الخالق الرزاق، المحيي المميت، المثيب المعاقب، الذي منه أصول النعم وفروعها»([13]).
8- عبد الحق ابن عطيَّة الغرناطيُّ (ت: 541)، قال: «نَعْبُدُ: معناه نقيم الشرع والأوامر مع تذلُّل واستكانة، والطريق المذلَّل يقال له: معبَّد، وكذلك البعير»([14]).
9- الفخر الرازي (ت: 606)، قال: «العبادة عبارةٌ عن الفعل الذي يُؤتَى به لغرض تعظيم الغير، وهو مأخوذ من قولهم: طريق معبَّد، أي مذلَّلٌ»، وقال: «العبادة عبارةٌ عن إظهار الخضوع والخشوع، ونهاية التواضع والتذلل، وهذا لا يليق إلا بالخالق المدبِّر الرحيم المحسِن»([15])
10- أبو العباس ابن تيمية الحنبليُّ (ت: 728)، قال: «الإله: هو المألوه، والمألوه هو الذي يستحق أن يعبد، وكونه يستحق أن يعبد هو بما اتصف به من الصفات التي تستلزم أن يكون هو المحبوب غاية الحب، المخضوع له غاية الخضوع؛ والعبادة تتضمن غاية الحب بغاية الذل»([16]).
11- ابن كثير الدمشقيُّ (ت: 774)، قال: «العبادة في اللغة من الذلَّة، يقال: طريق معبَّد، وبعير معبد، أي: مذلل، وفي الشرع: عبارة عما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف»([17]).
12- أبو إسحاق الشاطبيِّ (ت: 790)، قال: «العبادة إنما القصد بها التوجه لله وإخلاص العمل له، والخضوع بين يديه»([18]).
13- ابن رجب الحنبليُّ (ت: 795)، قال: «من أحب شيئًا وأطاعه، وكان غاية قصده ومطلوبه، ووالى لأجله، وعادى لأجله؛ فهو عبْدُهُ، وكان ذلك الشيء معبودُه وإلهه»([19]).
نخلص من هذا إلى أن العبادة في المفهوم الشرعيِّ مبنيٌّ على هذا المعنى اللغويِّ، مع زيادةٍ تقتضيها الحقيقةُ الشرعية، لهذا كان مدار كلام العلماء في تعريفها من حيثُ حقيقتها وماهيَّتها بأنَّها: إفراد الله تعالى بالطاعة مع التذلُّل والخضوع والخوف، على وجه الإجلال والتعظيم والمحبَّة. فالعبادة ليست تذللًا مجرَّدًا، ولا هي مرادفة للطاعة([20])، ولا هي مطلقُ الطاعة، بل تذلُّلٌ وخضوع وطاعةٌ مخصوصة مقترنة بالنية والإخلاص، والمحبة والتعظيم، ولخَّص ابن القيِّم (ت: 751) ذلك بقوله: «العبوديةُ قامت على ساقين لا قِوَام لها بدونهما: غايةُ الحبِّ مع غايةِ الذلِّ»([21]).
أما تعريفُ العبادة من حيثُ أنواعُها وأفرادُها، فيكفي في ذلك كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، الذي استحسنه العلماء من بعده، واشتهر بين الخاصة والعامة وهو قوله: «العبادة: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه: من الأقوال، والأعمال الباطنة والظاهرة؛ فالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والوفاء بالعهود، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد للكفار والمنافقين، والإحسان إلى الجار، واليتيم، والمسكين، وابن السبيل، والمملوك من الآدميين والبهائم، والدعاء، والذكر، والقراءة، وأمثال ذلك من العبادة. وكذلك حب الله ورسوله، وخشية الله والإنابة إليه، وإخلاص الدين له، والصبر لحكمه، والشكر لنعمه، والرضا بقضائه، والتوكل عليه، والرجاء لرحمته، والخوف لعذابه، وأمثال ذلك هي من العبادة لله. وذلك أن العبادة لله هي الغاية المحبوبة له، والمرضية له، التي خلق الخلق لها»([22]).
الهوامش
([1]) هذه الإحالة لمعرفة القدر الكليِّ المشترك في هذه المسألة تحديدًا، وإلَّا فإنِّي لا أنصح القارئ في أمر دينه إلا بكتب أهل السنة والجماعة الذين هم على منهج السلف الصالح.
([2]) ضبطه العلامة عبد السلام هارون بالكسر في الموضعين: (فالمتعبِّدُ: المتفرِّد..)، ويظهر لي أن الأجود بالفتح، والله أعلم.
([3]) «مقاييس اللغة» 4/205، وقد اختصرت بعض عباراته، وكلام الخليل في كتابه: «العين» 2/48.
([4]) «جامع البيان عن تأويل آي القرآن» 1/159 [الفاتحة: 5].
([5]) «معاني القرآن وإعرابه»، عالم الكتب، بيروت: 1408، 1/49.
([6]) «تهذيب اللغة» لأبي منصور الأزهري (ت: 370)، دار إحياء التراث العربي، بيروت: 2001م، 2/140.
([7]) «المخصَّص»، دار إحياء التراث العربي، بيروت: 1417، 4/62.
([8]) «تفسير القرآن»، دار الوطن، الرياض: 1418، 1/37 [الفاتحة: 5].
([10]) «المفردات في غريب القرآن»، دار القلم، بيروت: 1412، 542، مادة: (عبد)، 397، مادة: (سجد).
([11]) «الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل»، دار الكتاب العربي، بيروت: 1407، 1/13 [الفاتحة: 5].
([12]) نقله إسماعيل القونوي (ت 1195) في حاشيته على «تفسير البيضاوي» طبعة القسطنطينية: 1286، 1/104، عن بعض الحواشي على «الكشَّاف».
([13]) «الكشاف» 3/19 [مريم: 42].
([14]) «المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز»، دار الكتب العلمية، بيروت: 1422، 1/72 [الفاتحة: 5].
([15]) «التفسير الكبير»، دار إحياء التراث العربي، بيروت: 1420، 1/208 [الفاتحة: 5]، 17/314 [هود: 2].
([16]) «مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية» الطبعة السعودية القديمة، 10/249.
([17]) «تفسير القرآن العظيم» [الفاتحة: 5].
([18]) «الموافقات» تحقيق: مشهور حسن آل سلمان، دار ابن عفان، السعودية: 1417، 3/150.
([19]) «كلمة الإخلاص وتحقيق معناها»، المكتب الإسلامي، بيروت: 1397، 27.
([20]) الألفاظ المترادفة هي التي يقام لفظٌ مقامَ لفظٍ لمعانٍ متقاربة يجمعها معنى واحد. انظر: «المزهر» للسيوطي دار الكتب العلمية بيروت 1418 , 1/33.
([21]) «الداء والدواء»، دار عالم الفوائد، جدة: 1429، ص: 315.