مسألة الترحم للكفار وعلاقتها بالتفسير السياسي
أما بعد: فقد كثر الجدل هذه الأيام حول مسألة الترحم والاستغفار للكافر الميت، والناظر في كتابات من يُجيز هذا الأمر يجد أنهم أصناف متعددة، كلٌّ له دوافعه..
أما بعد: فقد كثر الجدل هذه الأيام حول مسألة الترحم والاستغفار للكافر الميت، والناظر في كتابات من يُجيز هذا الأمر يجد أنهم أصناف متعددة، كلٌّ له دوافعه..
لما مضى في السورة ذكر الأنبياء عليهم السلام وأممهم وخَتم الحديث عنهم بذكر الساعة وقربها ومقدماتها وأحوال الخلق يوم القيامة، جاء في هذه الآية ذكر الأمة التي جاءت بعد تلك الأمم كلها، وهي أمة محمد صلَّى الله عليه وسلَّم..
إلى جانب الخلاف الذي نشأ حول تصوُّر الأمة والدولة والوطن، هجمت على المسلمين ألوان من الفكر السياسي وتطبيقاته في نظم الحكم والإدارة فُتن بها كثيرٌ من الناس، حتى لقد بدأ الإسلاميون يبحثون عن مُشَابهٍ ويفتِّشون عن نماذج ووقائع تلتقي فيها هذه النظم مع الإسلام..
كان الإسلاميون الحركيون يخاطبون الشعوب المسلمة بشعار: (الإسلام هو الحل)، أما المتفلسف التونسي أبو يعرب المرزوقي فقد خرج علينا بشعار أوسع وأضخم
أكتبُ هذه الكلماتِ والعالَمُ منشغلٌ بالوباء العظيم الذي سبَّبته الجُرْثومةُ المعروفةُ بـ: «كورونا فَيْروس»، وانتشر في كثير من أرجاء المعمورة، متسببًا في مرض كثيرٍ من الناس، ووفاة أعدادٍ كبيرةٍ منهم
إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنعقد في دورة مؤتمره الخامس بالكويت بعد اطلاعه على البحوث المقدمة من الأعضاء والخبراء في موضوع تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية..
إنَّ مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في دورته السادسة عشرة بدبي (دولة الإمارات العربية المتحدة) بعد اطلاعه على البحوث الواردة إلى المجمع بخصوص موضوع «القراءة الجديدة للقرآن وللنصوص الدينية»، وبعد استماعه إلى المناقشات التي دارت حوله..
إنَّ مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي في دورة انعقاد مؤتمره الحادي عشر بالمنامة في مملكة البحرين بعد اطلاعه على الأبحاث المقدمة إلى المجمع بخصوص موضوع «الإسلام في مواجهة الحداثة الشاملة»، وفي ضوء المناقشات التي وجهت الأنظار إلى خطورة هذا الموضوع..
وقفتُ على مقال الكاتبة وفاء الرشيد الأول: (الدين ليس سياسة)، ومقالها الثاني: (بل الدين غير السياسة والإمامة ليست من أصول الاعتقاد)؛ فوجدت كلامها خاليًا من التحقيق العلمي..
هذه مقدمة للشيخ محمد سعيد الطنطاوي على بحث: «أصول حضارة الإسلام عقد اجتماعي جديد» لمحمد أسد؛ رأينا من المفيد أن نستخرجها من «رسائل مسجد الجامعة»، ونفردها بالنشر، لأنها تخدم جهودنا في تتبع جذور التفسير السياسي والنفعي للإسلام
خُلق الإنسان ليعرف مبدعه الحكيم، ويعمل في حياته على صراط مستقيم، والعمل القيّم ما كان موافقًا لما رسمه الشارع، وصحبته نية طيبة..
قد تدرك العقول بنفسها حسن الأفعال أو قبحها لأول نظرة، أو بعد تأملٍ وروية، وتتفاوت العقول في إدراك حسن الأفعال وقبحها، حتى إن الفعل الواحد قد يبدو لعقل حسنًا، ولعقل آخر قبيحًا..
لستُ في حاجة إلى التنويه بما للأخلاق الكريمة من منزلةٍ رفيعةٍ في الإسلام، حتَّى إنَّه ليعدُّها الثمرة المرجوَّة لكلِّ ما جاء به من عقائد وأحكام..
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ
فإن الداعية والخطيب والواعظ قد يطلق كلامًا ويتوسع فيه ـ بحسن نية وجميل قصد ـ لكن دون أن يتنبَّه على ما يترتَّب على كلامه من نتائج خطيرة، أو لوازم فاسدة
الإعجَازُ العِلمِيُّ نوعَانِ: نَوْعٌ دَلَّ عَلَيهِ القُرآنُ وأَشَارَ إِلَيهِ، هَذَا لَا بَأْسَ بِهِ، وهُوَ مِنْ تَفْسِيرِ القُرآنِ، ونَوْعٌ لَا يَدُلُّ عَلَيهِ القُرَآنُ، وإِنَّما يُؤخَذُ مِنْهُ بتكلُّف، ورُبَّما لَا يَدُلُّ علَيهِ أَصْلًا، فهَذَا لَا يجوزُ تفسِيرُ القُرآنُ بِهِ
كاتب هذا المقال كانت بداياته سلفية على الجادة، ثم تغير في أخرياته فعمل بـ «التنمية البشرية» بدرجة مدرب، وهذا الانتقاد نصيحة وتذكير له لأنه مسلم رضي بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلَّى الله عليه وسلَّم نبيًا ورسولًا
يعَدُّ مقال: (يوم تركت الصلاة) الذي نشر لأول مرة في صحيفة (الاقتصادية) السعودية؛ أشهر مقالات الكاتب والإعلامي ورجل العمل الخيري السعودي الأستاذ نجيب الزامل
قوله عليه السلام: «بُنِيَ الإِسلامُ على خَمْسٍ»، أي: خمسُ دعائمَ أو قواعدَ وفي روايةٍ: «على خمسةٍ» أي: خمسةِ أركانٍ أو أعمدةٍ مثلاً. لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: الإسلام خمسٌ أو مؤلَّف مِنْ خَمْسٍ، لأَنَّ معنى «الإسلام» ها هُنا هو الانقيادُ الظَّاهر لجميعِ أوامرِ اللهِ أصولًا وفروعًا
يعمل (مركز دراسات تفسير الإسلام) في إطار التخصص الدقيق لبيان التفسير الصحيح للدين، ونقد التفاسير السياسية والاجتماعية والحضارية والنفعية المنحرفة عن الفهم الصحيح للمقاصد الكلية للوحي والنبوة والشريعة والعبادة
قال أبو المعالي الجويني رحمه الله: الدنيا إنما تُرعى من حيث يستَمَدُّ استمرارُ قواعد الدين منها، فهي مرعيَّةٌ على سبيل التبعيَّة
أنَّ فيه إفسادًا لأصل الدِّين الأكبر، وركنه الأعظم؛ ألا وهو إخلاص العبادة لله تعالى وحده لا شريك له
إنَّ هذه التقريرات لمن تقدَّم ذكرهم من الإسلاميين هي الأساس الفكري لمئات من الكُتَّاب والمفكِّرين والوعاظ والمثقَّفين الذين يتكلمون عن الإسلام والعبادة والرسالة والشريعة في وسائل الإعلام الحديثة
أخبرنا الله تعالى في كتابه عن الغاية التي أرسل رسله صلى الله عليهم وسلم من أجلها، والمهمة التي كلَّفهم بها
إن تقريرات المودودي لمفهوم العبادة هي التي أوحت إلى سيِّد قطب بنظرية الحاكمية وتفسير شهادة التوحيد بها، وبناءً عليها قرَّر أنْ لا معنى للإسلام والعلم والدعوة والفتوى ما لم يصل الإسلام إلى سدَّة الحكم
لقد كان الظهور الأبرز للتفسير النفعي والاجتماعي والسياسي للإسلام في فكر الكاتب الهندي الشهير: أبي الأعلى المودودي
قبل أن أنتقل إلى الحديث عن التفسير السياسي عند المودودي وسيد قطب؛ أرى من المناسب أن أذكر نموذجًا لهذا التفسير لأحد الكتاب البارزين في العصر الحديث، وهو الدكتور محمد البهي
النتائج الأولية لقراءة كتابات الشيخ حسن البنّا مفاجئة وصادمة للأكثرين، فالأدلة التفصيلية تثبت أنّ الرجل - غفر الله لنا وله – كان محكومًا بهذه النظرية في فهمه للإسلام ومقاصده وغاياته
أما في الهند فقد كانت عوامل ظهور التفسير السياسي للإسلام أكثر وأقوى، فقد كان المسلمون هناك على اتصال وثيق بالفكر الغربي وتحدياته بسبب الاحتلال البريطاني الطويل الأمد لبلادهم
رغم فشل ابن صفدر سياسيًّا، ومواجهة الفقهاء لدعوته؛ فقد نجح إلى حدٍّ كبير في نشر أفكاره، فقد كان عظيم التأثير في عصره
كان العالم الإسلامي يعاني في أواخر الدولة العثمانية من أشدِّ حالات الجهل والتخلف والضعف والانحطاط، وفي إزاء ذلك كانت أوروبا قد قطعت أشواطًا كبيرة في طريق العلم والمعرفة والتقدم المادي
شهد العصر الحديث ظهور اتجاهين متباينَيْن في الغرب حول الموقف من الدِّين
قال أبو حامد الغزَّاليُّ رحمه الله في خاتمة كتابه: «تهافت الفلاسفة»: «تكفيرهم لا بدَّ منه
لقد عُنيَ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عنايةً بالغةً بفضح هذه المقولة الفلسفية الباطنية، ونبَّه على خطورتها ومفاسدها من خلال ربطها بجذورها ونتائجها
مذهب الغلاة من الفلاسفة والصوفية أنَّ الرُّسل عليهم الصلاة والسلام أمروا بالعبادات، وجاؤوا بالشرائع، لغاية إصلاح أخلاق الناس، وإقامة العدل بينهم
ذكرنا في المقال السابق: ( الآراء في علَّة التكليف والفرق بينها ) قول سلف الأمة وأئمتها ، وهو الحقُّ، أما المذاهب الأخرى فخارجة عن الحقِّ والصواب
لو سُئل الذين أوتوا الحكمة وفصل الخطاب، أن يشرِّعوا للناس طرائق تكون لهم أجمل مكان يستشرفون منه على حقيقة العدالة والأخلاق الكاملة، وحدودًا تلم لهم بحفظ الحقوق الإنسانية، تتناولهم إصلاحاتها ما تداولت الأيام، وتضم عليهم أزرارها أينما سكنوا، لضلت عليهم أنباؤها، وعثرت عقولهم في ذيل الحصر
لخَّص شيخ الإسلام ابن تيمية ـ وتبعه تلميذه ابن القيم رحمهما الله مذاهب الناس في المقصود بالشرائع والعبادات والأوامر والنواهي في أربعة مذاهب
من المعلوم أن الدِّين ليس مجرَّدَ شعائرَ تعبديَّةٍ محضةٍ، بل يتضمَّن - أيضًا - أحكامًا تفصيلية لتنظيم حياة الفرد والأسرة والمجتمع والدولة في جميع جوانبها الأخلاقية والاقتصادية والسياسية وغيرها، وهي أحكامٌ كثيرة لا يمكن إنكارها
ذكرنا في المقالات السابقة المنهج الصحيح في تفسير الإسلام، وخلصنا إلى أنه يتمثَّل في إخلاص العبودية لله تعالى والعمل للدار الآخرة
مما اتفق عليه الفقهاء، والتزموه في تقريراتهم؛ تقسيم أحكام الشريعة إلى عبادات وعادات. وقد عُنوا بالتفريق والتمييز بينهما لما يترتب على ذلك من آثار شرعية مهمة.
العبادة والطاعة ليستا مترادفتين، بل بينهما جملة من الفروق التي تقتضي التمييز بينهما تجنبًا للمعاني الفاسدة، واللوازم الباطلة
إذا تبيَّن – في المقالة السابقة - أنَّ الله تعالى خلق الخلق لعبادته، فهي الغاية العليا والمقصد الأسمى من وجود الإنسان على هذه البسيطة، وللأمر بها والنَّهي عمَّا يضادها وينافيها: أرسل الله رسله، وأنزل كتبه، ووضع شريعته
لقد جاء البيان المفصَّل للغاية التي خلق الإنسان لها في خبر الله تعالى وفي أمره: أما الخبرُ ففي قوله سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}
التفسير الأمثل للإسلام هو تفسيره بنفسه، أي بأصول الإيمان وأركان الإسلام، لأنها لبُّ الإسلام وجوهره، وحقيقة الدين ومقصده، وعليها مداره، وبها وجوده وقيامه.
ومن أهم المسالك في تفسير الإسلام: الاستدلال بالاستقراء والتتَّبع لما دلَّت عليه نصوص الكتاب والسنة من المعاني والأحكام، فيدرك بذلك منزلتها وأهميتها، والقدر المشترك بينها.
هذا موضع ينبغي أن لا يقع الاختلاف فيه، فإن الكلام في مسائل الديانة لا بدَّ أن يستند إلى أدلة شرعية، وإلا كان لغوًا من الحديث، وباطلًا من القول
الإسلام دين الله الخاتم للبشرية جمعاء ما بقيت على هذه الأرض حياة، لهذا تكفَّل الله تعالى بحفظه وصيانته، كما قال سبحانه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}
يُفسِّر الإسلام في ضوء الغاية التي أخبر الله عزَّ وجلَّ عنها في قوله: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ، وأمر بها في قوله: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ