الجلسة العائلية في استقبال شهر رمضان


الجلسة العائلية في استقبال شهر رمضان




لماذا نصوم يا أولاد؟

- طاعة لأمر الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)﴾ [البقرة].

- حتى نكون من عباد الله المتقين، والتقوى هي الخوف من الله العظيم، والعمل بالقرآن الكريم، والاستعداد ليوم القيامة.

- لأن الله تعالى ربنا وخالقنا ورازقنا يستحق أن نعظمهُ ونتذلل له: ﴿مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14) أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (20)﴾ [نوح].

- شكرًا لله على نِعَمه سبحانه وتعالى ـ ونِعَمُه لا تُعَدُّ ولا تُحْصى ـ فبالصوم ندرك قيمة نِعم الله علينا من طعام وشراب وصحة وعافية طول أيام السَّنة، قال تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123)﴾ [آل عمران].

- لنتدرب على مراقبة الله عزَّ وجلَّ في السر والعلن: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16)﴾ [ق]، ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4)﴾ [الحديد].  

- لنتدرب على ترك المعاصي والذنوب التي تبعدنا عن الله عزَّ وجلَّ، فنربي أنفسنا على حُسن القول والعمل والخلق حتى ننال رضا الله عزَّ وجلَّ: «مَنْ لم يدَعْ قولَ الزُّورِ والعملَ بهِ والجهلَ، فليسَ للهِ حاجةٌ أنْ يدعَ طعامهُ وشرابَهُ». البخاري (6057).

- نصوم رمضان إيمانًا واحتسابًا ليغفر الله لنا ذنوبنا، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَنْ صامَ رمضانَ إيمانًا واحْتسابًا، غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ». (متفق عليه).

إيمانًا: أي: تصديقًا لوعده وانقيادًا لأمره. واحتسابًا: أي: طلبًا للأجر والثواب والمغفرة.

- نصوم لنعتق من النار، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنَّ لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة»، يعني: في رمضان. رواه أحمد (7450)، انظر: صحيح الترغيب والترهيب (1002)، وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ» البخاري (1894). «جُنَّةٌ»: وقاية وسترة من الوقوع في المعاصي التي تكون سببًا في دخول النار.

- نصوم لأننا على يقين أن الله تعالى لا يأمرنا في شرعه إلا بما هو خير لنا في الدنيا من السكينة والطمأنينة، والصحة الجسدية والنفسية، والفوائد الأخلاقية والمنافع الاجتماعية، فليس الصوم تعذيبًا للنفس ولا إضرارًا بها: ﴿وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185].

- قلة الطعام والشراب يعيننا على الإكثار من العبادة، كالذكر والدعاء وتلاوة القرآن والصلاة، حتى نكون أقرب إلى الله تعالى، ولهذا قال الله تعالى ـ حاثًا على دعائه ـ بين آيات الصيام: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)﴾ [البقرة].

نسأل الله تعالى أن يعيننا على صيام شهر رمضانَ وقيامهِ، ويعيننا على ذِكرِهِ وشكْرِهِ وحُسنِ عبادتهِ، آمين.

 

الشيخ عبد الحق التركماني حفظه الله


رئيس مركز دراسات تفسير الإسلام

جميع الحقوق محفوظة لدى موقع دراسات تفسير الإسلام ©