الإسلام في مواجهة الحداثة الشاملة


الكاتب: مجمع الفقه الإسلامي الدولي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

قرار رقم: 100 (3/11) بشأن الإسلام في مواجهة الحداثة الشاملة

إنَّ مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي في دورة انعقاد مؤتمره الحادي عشر بالمنامة في مملكة البحرين، من 25-30 رجب 1419هـ، الموافق 14- 19 تشرين الأول (نوفمبر) 1998م.

بعد اطلاعه على الأبحاث المقدمة إلى المجمع بخصوص موضوع «الإسلام في مواجهة الحداثة الشاملة»، وفي ضوء المناقشات التي وجهت الأنظار إلى خطورة هذا الموضوع، وكشفت وأوضحت حقيقة الحداثة بأنها مذهب فكري جديد، يقوم على تأليه العقل، ورفض الغيب، وإنكار الوحي، وهدم كل موروث يتعلق بالمعتقدات والقيم والأخلاق. وأن أهم خصائصها عند أصحابها:

1- الاعتماد المطلق على العقل، والاقتصار على معطيات العلم التجريبي بعيدًا عن العقيدة الإسلامية الصحيحة.

2- الفصل التام بين الدين وسائر المؤسسات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، والخيرية. وبذلك تلتقي مع العلمانية.

قرر ما يلي:

أولًا: الحداثةُ بالمفهوم المنوَّه به مذهب إلحاديٌّ، يأباه الله ورسوله والمؤمنون، لمناقضته الإسلامَ في أصوله ومبادئه، مهما تلبست بمظهر الغيرة على الإسلام ودعوى تجديده.

ثانيًا: إن في قواعد الإسلام وخصائص شريعته ما يفي بحاجة البشرية في كل زمان ومكان من حيث ابتنائه على ثوابت يقينية، لا تستقيم الحياة الإنسانية إلَّا بدوام وجودها، ومتغيرات تكفل التقدم والتطور، وتستوعب كل جديد صالح من خلال الاجتهاد المنضبط المعتمد على مصادر التشريع المتنوعة.

التوصيات:

ويوصي المجمع بما يلي:

أ- أن تهتم منظمة المؤتمر الإسلامي بتكوين لجنة من المفكرين المسلمين لرصد ظاهرة الحداثة، ونتائجها، ودراستها دراسة علمية موضوعية شاملة لتنبه إلى ما قد تشتمل عليه من زيف، لحماية الناشئة من أعضاء الأمة الإسلامية من الآثار الخطرة.

ب- على ولاة أمر المسلمين صد أساليب الحداثة عن المسلمين وبلادهم، وأخذ التدابير اللازمة لوقايتهم منها.

والله الموفق.

المصدر: «مجلة مجمع الفقه الإسلامي الدولي» العدد الحادي عشر، مجلد: 3، صفحة: 467.

رابط المقال: https://www.iifa-aifi.org/ar/2031.html

تعريف: «مجمع الفقه الإسلامي الدولي» هو هيئة دولية رسمية أُنشئت تنفيذًا للقرار رقم 8/3- ث (ق. أ) الصادر عن مؤتمر القمة الإسلامي الثالث «دورة فلسطين والقدس»، الذي انعقد في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، في المدَّة 19 - 22 ربيع الأول 1401هـ (25 - 28 يناير 1981م). وهو تابع لــ: «منظمة التعاون الإسلامي» التي تضمُّ في عضويتها (57) دولة مسلمة. والعلماء الأعضاء في المجمع هم العلماء الرسميون الذين يمثلون دولهم، حيث جاء في موقع المجمع ما نصُّه: «ينص النظام الأساسي لمجمع الفقه الإسلامي الدولي على أن كل دولة عضو في منظمة التعاون الإسلامي تعيِّن عضوًا عاملًا في مجمع الفقه، ويجوز ضم أكثر من عضو عامل من الدولة الواحدة بقرار من مجلس المجمع. والدول الأعضاء في مجمع الفقه الإسلامي الدولي هم سبع وخمسون دولة أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي».

جميع الحقوق محفوظة لدى موقع دراسات تفسير الإسلام ©