الكاتب: مجمع الفقه الإسلامي الدولي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين
قرار رقم: 99 (2/11) بشأن العلمانية
إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي في دورة انعقاد مؤتمره الحادي عشر بالمنامة في مملكة البحرين، من 25-30 رجب 1419هـ، الموافق 14-19 تشرين الأول (نوفمبر) 1998م؛ بعد اطلاعه على الأبحاث المقدمة إلى المجمع بخصوص موضوع «العلمانية»، وفي ضوء المناقشات التي وجهت الأنظار إلى خطورة هذا الموضوع على الأمة الإسلامية.
قرَّر ما يلي:
أولًا: أنَّ العلمانية (وهي الفصل بين الدِّين والحياة) نشأت بصفتها ردَّ فعل للتصرفات التعسفية التي ارتكبتها الكنيسة.
ثانيًا: انتشرت العلمانية في الديار الإسلامية بقوة الاستعمار وأعوانه، وتأثير الاستشراق، فأدت إلى تفكك في الأمة الإسلامية، وتشكيك في العقيدة الصحيحة، وتشويه تاريخ أمتنا الناصع، وإيهام الجيل بأن هناك تناقضًا بين العقل والنصوص الشرعية، وعملت على إحلال النظم الوضعية محل الشريعة الغراء، والترويج للإباحية، والتحلل الخلقي، وانهيار القيم السامية.
ثالثًا: انبثقتْ عن العلمانية معظمُ الأفكار الهدامة التي غزت بلادنا تحت مسميات مختلفة كالعنصرية، والشيوعية، والصهيونية، والماسونية، وغيرها، مما أدى إلى ضياع ثروات الأمة، وتردي الأوضاع الاقتصادية، وساعدت على احتلال بعض ديارنا مثل فلسطين والقدس، مما يدل على فشلها في تحقيق أيِّ خير لهذه الأمة.
رابعًا: أنَّ العلمانية نظامٌ وضعيٌّ يقوم على أساس من الإلحاد يناقض الإسلام في جملته وتفصيله، وتلتقي مع الصهيونية العالمية، والدعوات الإباحية والهدامة، لهذا فهي مذهبٌ إلحاديٌّ، يأباه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون.
خامسًا: أَنَّ الإسلام هو دينٌ ودولةٌ، ومنهجُ حياةٍ متكاملٌ، وهو الصالح لكلِّ زمان ومكان، ولا يقرُّ فصلَ الدين عن الحياة، وإنما يوجب أن تصدر جميع الأحكام منه، وصبغ الحياة العملية الفعلية بصبغة الإسلام، سواء في السياسة، أو الاقتصاد، أو الاجتماع، أو التربية، أو الإعلام وغيرها.
التوصيات:
يوصي المجمعُ بما يلي:
أ- على ولاة أمر المسلمين صدُّ أساليب العلمانية عن المسلمين وعن بلادهم، وأخذ التدابير اللازمة لوقايتهم منها.
ب- على العلماء نشر جهودهم الدعوية بكشف العلمانية، والتحذير منها.
ج- وضع خطةٍ تربويةٍ إسلاميةٍ شاملةٍ في المدارس والجامعات، ومراكز البحوث وشبكات المعلومات من أجل صياغةٍ واحدةٍ، وخطابٍ تربويٍّ واحدٍ، وضرورة الاهتمام بإحياء رسالة المسجد، والعناية بالخطابة والوعظ والإرشاد، وتأهيل القائمين عليها تأهيلًا يستجيب لمقتضيات العصر، والردِّ على الشبهات، والحفاظِ على مقاصد الشريعة الغراء. والله الموفق
المصدر: «مجلة مجمع الفقه الإسلامي الدولي» العدد الحادي عشر، مجلد: 3، صفحة: 259.
رابط المقال: https://www.iifa-aifi.org/ar/2028.html
تعريف: «مجمع الفقه الإسلامي الدولي» هو هيئة دولية رسمية أُنشئت تنفيذًا للقرار رقم 8/3- ث (ق. أ) الصادر عن مؤتمر القمة الإسلامي الثالث «دورة فلسطين والقدس»، الذي انعقد في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، في المدَّة 19 - 22 ربيع الأول 1401هـ (25 - 28 يناير 1981م). وهو تابع لــ: «منظمة التعاون الإسلامي» التي تضمُّ في عضويتها (57) دولة مسلمة. والعلماء الأعضاء في المجمع هم العلماء الرسميون الذين يمثلون دولهم، حيث جاء في موقع المجمع ما نصُّه: «ينص النظام الأساسي لمجمع الفقه الإسلامي الدولي على أن كل دولة عضو في منظمة التعاون الإسلامي تعيِّن عضوًا عاملًا في مجمع الفقه، ويجوز ضم أكثر من عضو عامل من الدولة الواحدة بقرار من مجلس المجمع. والدول الأعضاء في مجمع الفقه الإسلامي الدولي هم سبع وخمسون دولة أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي».