هات من الآخر
تعليق على كلمة راشد الغنوشي في إبطال الشريعة وإطلاق الحريات
يقول المصريون: «هات من الآخر»، وقد طبق الغنوشي هذه القاعدة فأتى بالنتيجة النهائية لنظرية التفسير السياسي للإسلام التي تلوثت بها عقيدته وفكره منذ أن تعرف عليها أثناء دراسته في سوريا، فقام واغتسل وصلى ركعتين وجدد دخوله في الإسلام! والحقيقة أنه اعتنق تفسيرًا منحرفًا للإسلام يجعل المقاصد المادية والدنيوية هي الغاية الكلية من الدين.
هنا يستشهد الغنوشي بالمودودي وسيد قطب معًا، وهذا من فهم الغنوشي الدقيق والتام لفكرهما، وبعض المتديِّنين يظنون أن فكر سيد قطب مخالف لهذا التوجه؛ فهو يدعو إلى حاكمية الشريعة وتحقيق التدين لله. وهذا من السطحية والجهل بحقيقة فكره.
الفكرة المركزية لهؤلاء الثلاثة - المودودي وقطب والغنوشي - وكذلك عند جميع الإسلاميين الحركيين واحدة، وهي أن العقيدة والشريعة والعبادة والديانة «وسيلة» لتحقيق العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروات، والثورة على الظلم وإطلاق الحريات، وتهيئة الإنسانية لبناء المدينة الفاضلة؛ التي هي غاية الخلق والتكليف والرسالة...
بعضهم لا يفهم النظرية كاملة، وإن كان متلوثًا بها.
وبعضهم يفهمها جيدًا ولا يجرؤ على التصريح بها.
أما من كان مثل الغنوشي في رقة دينه وجرأة على الباطل وبعده عن الاستقامة - أو بتعبير العراقيين: «بايع ومخلِّص» -؛ فإنه يصرح بالنتيجة النهائية لنظريتهم، وهي: إبطال الشريعة، وإطلاق الحريات، وإبطال واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وواجب الدولة في إقامة الدين وحفظ شرائعه وشعائره.
«هات من الآخر وخلصني»
للمزيد راجع:
داعش صنيعة التفسير السياسي للإسلام
حقيقة عقيدة التوحيد عن القرضاوي
بل التفسير السياسي قنطرة العلمانية
هل شرعت العبادات صيانة للنفوس عن العدوان والبغي والظلم