منافع العبادات وترتيب الأولويات



نص المنشور:

كل العبادات تخدم الإنسان في المجالات التالية:

1- صحة الجسم مما يخدم صحة العقل.

2- بناء الشخصية وتنمية الإرادة.

3- تنمية الروح وتقوية الاتصال بالله.

4- الأجر والثواب ومغفرة الذنب

التعليق:

1- في هذا المنشور خلل في ترتيب منافع العبادات من تقديم صحة الجسم والعقل وتنمية الإرادة وجعلها في المرتبة الأولى والثانية، وتأخير تنمية الروح وتقوية الصلة بالله وغفران الذنوب ونيل الثواب وجعلها في مرتبة متأخرة، وفيه أيضًا خلطٌ بين منافع العبادة الدنيوية وبين الغاية التي شرعت لأجلها، فتقوية الصلة بالله بالإخلاص والمتابعة، غايةٌ خُلِقَ الإنسان لأجلها، قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)} [البينة].

2- العبادات غاية في نفسها لأجلها خلق الله الخلق، وجعلها فقط من باب ما يخدم مصالح الإنسان، فيه تقليلٌ من شأنها وجعلها كالوسائل، نعم فيها ما هو من المنافع التي تعود على الإنسان في الدنيا والآخرة، ولكنها هي في نفسها لها شأنٌ عظيم، لما فيها من أداء حق الله في التعبد له والتذلل بين يديه، فهو سبحانه مستحقٌ للعبادة وهي حقه الأعظم، فلو لم يجعل سبحانه للعبادة منافع تعود على الإنسان، بل لو لم يجعل لها حتى الجزاء في الآخرة، فهو مستحق للعبادة لأن تعظيمه وإجلاله غاية من خلق الانسان في نفس الأمر وهو معنى التعبد له، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)} [الذاريات].

وما جعله الله حقًا على نفسه من ادخال المؤمنين الجنة، فضلًا عما يجدونه من نعيم الدنيا بطاعته، إنما هو محضُ فضلٍ منه وإكرام ورحمة، وليست عبادتنا وإيماننا ثمن لذلك مطلقًا! إنما هي أسباب خلقها الله، فهو خالق السبب والمسبب قال تعالى: {وَقَالُوا الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: 43]. والله أعلم.

راجع للمزيد:

- هل شرعت العبادات صيانة للنفوس عن العدوان والبغي والظلم.

- مذاهب الناس في منفعة العبادة وحكمتها.

- هل دعا النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لتجديد نظام المناعة؟!.

- تعاليم القرآن الحقيقية.             

- الاستغفار ومصالح الدنيا معادلة رياضية.

 

جميع الحقوق محفوظة لدى موقع دراسات تفسير الإسلام ©