كونوا جيدين وحسب!!



نص المنشور:

غرّد هذا المدون قائلًا: «كونوا جيدين وحسب، لا تؤذوا أحدًا، فإن ثواب الخير هو الخير ذاته، ولو افترضنا وجود الله فإنه سيجعلكم في عينه على الدوام ما دمتم جيدين».

التعليق:

هذا الكلام إلحاد صريح في افتراض وجود الله وانكار المعاد والمجازاة على الحسنات والسيئات، وهذا يردُّه كل مؤمن بالله واليوم الآخر، لكن الذي قد لا يلتفت له الكثيرون هو التفسير النفعي للدين في كلام هذا الملحد وفي موقع مركز دراسات تفسير الإسلام، عدة مقالات وكتب في نقد هذا التفسير المنحرف سنحيل على بعضها في نهاية هذا التعليق. ولكن أحببنا التنبيه هنا على أمرين:

1- الأمر الأول: أنَّ ظهور التفسير النفعي للدين وانتشاره بين عامة المفكرين للأسف كان له أثرٌ في إلحاد أمثال هؤلاء، ذلك أن التفسير النفعي يجعل اصلاح المجتمع وأن نكون جيِّدين في أخلاقنا ومعاملاتنا من الصدق والأمانة وقصد الخير ...إلخ، هو الغاية من خلق الجن والإنس، والعبادات إنما شرعت لتحقيق هذا الغرض ـ كما يصرح به كثير منهم ـ فلذلك يأتي هؤلاء الملاحدة فيأخذون هذه الفكرة ويقدسونها، فتكون النتيجة جعل وجود الخالق فرضيَّة قد تكون وقد لا تكون، فما دام أن اصلاح المجتمع هو الغاية وهي قد يتحقق ـ في نظرهم ـ بدون الايمان بالله واليوم الآخر فعلام التشدد في ذلك؟!!.

2- الأمر الثاني: إن ما يقوم به مركز دراسات تفسير الإسلام من اصلاح عقائد الناس وتعريفهم بسبب وجودهم والغاية من خلقهم وهو عبادة خالقهم والعمل على نيل رضاه للفوز بجنته يوم نلقاه، إنما هو بذلك يقطع شجرة الالحاد من جذورها، إذ الالحاد ينفي الحكمة من خلق الخلق، وقضية وجود الله محل نظر إذ لا حكمة من خلقهم أصلًا، واصلاح العلاقات بين الناس ـ وحسب ـ هو عمل المصلحين الوحيد!!، فكانت مهمة المركز بيان أهم وأشرف الحِكَم من خلق الانسان ألا وهي عبادة الله، وبيان أنَّ هذا أمرٌ فطر الناس عليه ـ لكن شياطين الإنس والجن اجتالتهم عنه ـ وكما أن حاجة الناس لوجود الله ضرورة فطرية عقلية شرعية فحاجتهم لعبادته ضرورة فطرية عقليه شرعية كذلك، قال تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22)} [الأنبياء]، وأنَّ صلاح الناس في دنياهم هو ثمرة وفائدة من فوائد اصلاح علاقتهم بخالقهم، والله أعلم.

راجع للمزيد:

-(عمرو خالد وحكمة الخلق).

-(الاستخلاف هو عمارة الأرض).

-(مذاهب الناس في منفعة العبادة وحكمتها).

-(الجهود العلمية في نقض التفسير السياسي للإسلام).

-(بل التفسير السياسي قنطرة العلمانية).

-(العبادة والصحة الجسدية).

-(هل جاء الدين لتنظيم الحياة وعمارة الأرض).

-(الإسلام صالح لكل زمان ومكان).

-(هل شرعت العبادات صيانة للنفوس عن العدوان والبغي والظلم).

-(تعاليم القرآن الحقيقية).

جميع الحقوق محفوظة لدى موقع دراسات تفسير الإسلام ©