القرآن وتعزيز القوى العقلية



نص المنشور:

القرآن يعزز القوى العقلية

ثبت علميًا أن تلاوة القرآن الكريم وترتيله والاستماع إلى آياته والإنصات لها يعزز القوى العقلية، وأن الترددات العقلية الصادرة عن أصوات تلاوة القرآن الكريم يجعل العقل يصدر سلسلة من الترددات والطاقات تعرف علميًا باسم «موجات العقل» فإذا كنت حقًا تريد تزويد عقلك بالموجات الصوتية الغذية استمع للقرآن الكريم وأنصت جيدًا لآياته وراقب جيدًا كيف تزداد قواك العقلية، وكيف تصبح مبدعًا في تفكيرك.

التعليق:

1- أنزل الله عز وجل القرآن للتَّدبر والتَّذكر، وليكون هاديًا الناسَ للدين الصحيح القائم على التوحيد وتعظيم الرب عزَّ وجلَّ، فقال تعالى عن التَّدبر: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82] وقال: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24] وقال عن التَّذكر: { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا} [الإسراء: 41] وقال:{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 17] وجمع الأمرين بقوله: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29] وأما هدايته للناس ففي قوله: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} [الإسراء: 9]، وكان من أهم آثاره في النفوس والتي يجب أن تكون في المقصد الأول لقارئه ومستمعه هي إشارته تعالى في قوله: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر: 21] فتأمل كيف ذكر خشوع الجبل لو أنزل عليها القرآن، ثم ختم الآية ببيان حكمة هذه الأمثال في تنبيه الناس وحضهم على التفكر فيها واكتشاف الغاية من ضربها، فكأنه يقول: إذا كان هذا الجبل المتصلب المتحجر يخرُّ خاشعًا من خشيته تعالى لو أنزل عليه القرآن، لما فيه ـ أي: القرآن ـ من الحق ومن معرفة الله وصفاته، وما يستحقه من التعظيم والتمجيد وغير ذلك، فأنت أيها الإنسان أولى وأحرى أن تكون هذه حالك وهذا مطلبك ومقصدك، بما أعطاك من التمييز والإدراك والإرادة والاختيار، وأين خلقك من خلق الجبال!

2- لم تكن من طريقة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ولا من طريقة أصحابه رضي الله عنهم ولا من طريقة أهل القرون المفضلة، ترغيب النَّاس بهذه الطرق المبتدعة المناقضة لطريقتهم، التي تقدس المنافع الدنيوية للعبادات، وترفعها إلى مستوى الغايات جاعلةً من الدِّين مجموعة من الوصفات الطبية لإصلاح الحالة الصحية والنفسية للفرد والمجتمع، وهي في حقيقتها بعيدة كل البعد عن المعاني الحقيقية التي من أجلها أرسل الله تعالى الرسل وأنزل الكتب، قال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [آل عمران:164].

3- إن ما تحمله هذه الدعوات من ربط العبادات بالمنافع الدنيوية، واغفال ذكر المقصد الأصلي منها، يجعل هذه العبادات الشريفة وسائل وليست غايات في نفسها.

4- لم ينزل الله تعالى القرآن لأجل هذه الفوائد التي قد تحصل تبعًا وهي في نفسها ليست مقصودة لذاتها، وهي بالكاد قد يشار إليها عند ذكر فوائد القرآن ومقاصد قراءته وتدبره ـ إن صحت طبعًا ـ. والله أعلم.

راجع للمزيد:

- (الصلاة وتنظيم السير).

- (هل شرعت العبادات صيانة للنفوس عن العدوان والبغي والظلم).

- (مذاهب الناس في منفعة العبادة وحكمتها).

جميع الحقوق محفوظة لدى موقع دراسات تفسير الإسلام ©