السجود والتخلص من الشحنات الاكتروستاتيكية



نص المنشور

السجود

قال تعالى في {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} [العلق: 19]، ويقول صلَّى الله عليه وسلَّم: «عليك بكثرة السجود فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة» والسجود هو أنسب الأوضاع للتخلص من الشحنات الاكتروستاتيكية التي يتعرض لها الإنسان خلال يومه لأن احتكاك الجسم بالأرض يبدد هذه الشحنات ويمتصها، وبهذا يتخفض الضغط الالكتروستاتیکي.

التعليق:

1- برغم من عدم مصداقية ما يعرف بالشحنات والطاقة المتعلقة بالسجود والصلاة ـ كما كنا بيناه في هذا المقال «الطاقة المزعومة والسجود» ـ فإن مثل هذه الادعاءات لازالت رائجة عند كثيرٍ من الناس، لما فيها من المنافع الحسية الدنيوية العاجلة والتي تتماشى مع طبيعة الإنسان في أصل الخلق، قال تعالى: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} [الأنبياء: 37]، وهذا ما يحاول مركز دراسات تفسير الإسلام التصدي له وتذكير الناس ـ من العوام والخواص ـ بضرورة الإخلاص في القول والعمل، وأن تكون عباداتهم قائمة على التوحيد والمتابعة، توحيد في القصد والغاية والطلب وتوحيد في متابعة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم.

2- السجود عبادة عظيمة، القصد منها هو القرب من الله ونيل رضاه والتلذذ بمناجاته، وأن يستشعر المصلي قرب الله منه في هذه الحالة، وهذه هي الغاية المطلوبة، ثم بعد ذلك فلا عليه أن تخلص من الشحنات الإلكتروستاتيكية!! أو لم يتخلص، فليس هذا إلا من التكلف والإغراق في تفاصيل الفوائد الدنيوية الذي يخرج العبادة عن معناها الحقيقي، ولذلك فما أروع ما قاله الشيخ محمد الخضر حسين رحمه الله ـ مفتي الأزهر سابقًا ـ: «وأما ما كان من قبيل العبادات، كالصلاة والصوم والحج، فالأصل فيه بالنسبة إلى المكلف التعبد، وحكمته العامة الانقياد لأوامر الله تعالى، وإفراده بالخضوع والتعظيم، وقد يبين له الشارع علة خاصة، لكن التقرب إلى الله تعالى بما لم يطلعنا على حكمته، أدل على كمال العبودية له والإخلاص في التوجه إليه، لأن الإتيان بالقربات التي أدركنا حكمتها المناسبة، لا يخلو عن شائبة القصد إلى المصالح المترتبة عليها، وهو وإن لم يكن محبطًا بعملها يهضم شيئًا قليلاً من خلوصها؛ فإن قال غير متشرع: لماذا كانت صلاة الظهر أربع ركعات وصلاة المغرب ثلاثًا؟ فألقم فاه بحجر هذه النكتة الحكمية، وإن قاله متشرع، قلنا له: الله ورسوله أعلم». «موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين» 12/2/101.

3- تكثر مثل هذه البطاقات وهذه الدعوات في المجتمع الذي طغت عليه المادَّة، ونسيَ ـ أو كاد ـ المعاني الروحية، من حب الله ورجائه والخوف والخشية منه، وهذا هو السر في عدم رواج مثل هذه الدعايات عند السلف، الذين كانت حياتهم ترجمة لحكمة الله في الخلق: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)} [الذاريات]. والله أعلم.

للمزيد راجع:

- (هل شُرِع الوضوء والنقاب وحُرِّم الاختلاط وقاية من الوباء).

- (تعليق على مقال الدكتور محمد راتب النابلسي عن الفوائد الصحية للصلاة).

- (ركعتي الزفاف والشحنات الكهربائية).

- (السجود والتفكير الجيد).

- (ترغيب الناس بالسجود بتعظيم فوائده الدنيوية).

- (الخشوع وهرمون الإندروفين).

- (العبادة والصحة الجسدية) .

جميع الحقوق محفوظة لدى موقع دراسات تفسير الإسلام ©