مفاتيح السعادة



 

بطاقة مفاتيح السعادة

 

تعليق:

1) لا شك أن سعادة العبد المؤمن هي في الإيمان بأن الله واحد في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، ولا يكمل هذا الإيمان إلا باتباع نبيه صلى الله عليه وسلم في المنشط والمكره، بهذين الأمرين تتم سعادة العبد في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل:97]، فبهذا الشرط: {وَهُوَ مُؤْمِنٌ}؛ يحصل للعبد سعادة الدارين، فيؤتيه الله في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة.
وقال سبحانه: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى﴾ [طه:124-127]. هذه هي مفاتيح السعادة!

فإنَّ من المتقرر شرعًا أن الاستقامة هي سبب السعادة، وأن ضدها هو سبب التعاسة، وعلى قدر استقامة العبد عليها تكون سعادته في الدارين، هذا إن لم تفسر هذه السعادة بالمنافع الدنيوية التي يشترك فيها المؤمن والكافر، والعاصي، والمنافق، فهذه المنافع ليست هي السعادة الحقيقية! بل قد تكون أصل تعاسة العبد وشقائه في الدنيا قبل الآخرة.
وحقيقة السعادة في القلب فلا ينافيها ما يحصل للمؤمن من ابتلاءات، بل إن الابتلاء الدنيوي قد حصل للأنبياء أيضًا: (إِنَّ مِنْ أَشَدّ النَّاس بَلاء الأَنْبِيَاء، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ). أحمد (26539)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1165).
ويقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لا يُحِبُّ، وَلا يُعْطِي الدِّينَ إِلا لِمَنْ أَحَبَّ، فَمَنْ أَعْطَاهُ اللهُ الدِّينَ فَقَدْ أَحَبَّهُ ... ). رواه أحمد(3490) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2714).
وعليه فإن السعة والضيق في أمور الدنيا لا تتوقف على دين الشخص.

2) قوله في البطاقة:

تريد الصحة .. عليك بالصيام

إلى آخر ما ذكر في البطاقة.

لا شك أن هناك فوائد ومنافع من بعض العبادات التي كلف العبد بها، لكن هذه المنافع قد تظهر عند شخص دون شخص، خاصة إذا كانت بدنية، فقد تتخلف بسبب وجود مانع يمنع من تحققها، لذلك كانت ـ هذه المنافع ـ تابعة لأصل الحكمة وهي: عبادة الله، التي هي الركن الأصيل في أصل تشريع العبادات في الدين الإسلامي الحنيف.

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة:21]، وقال سبحانه: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات:56]، وقال جلَّ وعلا: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ [البينة:5].

إذن على العبد أن لا ينوي عمل العبادة لأجل هذه المنافع ابتداءً، بل يمتثل فعل العبادة لأنه مأمور بفعلها، وبدون أن ينتظر أجرًا دنيويًا يبتغيه من عبادته لربه! فإذا حصلت له هذه المنافع الدنيوي فهذا مما أنعم الله عليه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

وإذا لم تحصل له هذه الفوائد والمنافع فلا يؤثر ذلك فيه، لأنه لم يعمل لها، بل عمل لله تعالى، ويتأدب في أمر دنياه بقول الله تعالى: ﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَالله لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ [الحديد:23].

 

راجع:

المقاصد الكبرى للصيام

https://www.csiislam.org/single_rased.php?id=11

التداوي بالصلاة والاستشهاد الباطل !!!

https://www.csiislam.org/single_rased.php?id=12

 

 

جميع الحقوق محفوظة لدى موقع دراسات تفسير الإسلام ©